أى لم نفصل لك أخبارهم كما فصلنا أخبار من ذكرنا لك شأنهم وأحوالهم، وأما عددهم هذا عدد إجمالى، فذكر العدد المجمل لا يتنافى مع عدم تفصيل أحوالهم ذكر عددهم مجملاً لكن لم يفصل شأن كثير منهم وعليه لا تدل اآية على أنه لا تعلم عدة الأنبياء والرسل على نبينا وعليهم جميعا أنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه، وهذا القول كما قلت فيما يظهر لى ويبدو والعلم عند ربى أنه أقوى القولين وخلاصة الكلام على هذه الجزئية اليسيرة والنقطة الأخيرة أن عدد الأنبياء مائة ألف وأربعة عشرون ألفا، وأن عدد الرسل من الأنبياء وتقدم معنا كل رسول فيه وصف النبوة، أن عدد الرسل من هذا العدد الجم الغفير الكثير ثلاثمائة وخمسة عشر والعلم عند الله جل وعلا.
والذى يتأمل هذا المبحث ويسرح النظر فيه يعلم رفق الله بعباده وإحسان الله إلى عباده ورحمة الله بعباده كيف أرسل لهم هذا العدد الكثير لهدايتهم فى كل وقت مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا يبلغون دعوة الله، والمؤمن عندما يعلم هذا العدد يشد أزره ويقوى نفسه ويعلم أن نسبه عريق عريق قديم قديم، ثابت ثابت، هذا أقوى نسب أنك تنتسب إلى دين بعث الله به مائة ألف وأربعة وعشرين ألفا، فهذا هو صراط الله المستقيم وهذا هو الطريق السليم وما عداه بنيات متعرجة توصلك إلى مَهلكة مُهلكة ولذلك أعرق نسب على وجه الأرض هو نسب الإسلام {إن الدين عند الله الإسلام} ، به بعث الله أدم وبه ختم الله به بعثة الرسل بنبينا محمد عليه الصلاة والسلام، فكل رسول كان يقرر هذا الأمر كما سيأتينا {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} ، {ولقد بعثنا فى كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} ، هذا فيما يتعلق إخوتى الكرام فى المبحث الثانى جزئية يسيرة أكملنا بها المبحث، ننتقل إلى المبحث الثالث إلى العلامات التى يعرف بها صدق الأنبياء والرسل عليهم جميعا صلوات الله وسلامه.