للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يروى الإمام الخرائطى فى كتابه مساوىء الأخلاق، كما نسب الإمام ابن كثير الأثر إلى هذا الكتاب فى تفسير سورة العصر، أن عمرو بن العاص رضي الله عنه وأرضاه جاء إلى المتنبىء الكذاب مسيلمة الكذاب، فقال مسيلمة لعمرو ماذا أنزل على صاحبكم، يعنى محمد عليه الصلاة والسلام، وكان عمرو لا يزال على شركه فى ذلك الوقت هو مشرك، ماذا أنزل على صاحبكم؟ الذى هو من قومكم وقبيلتكم، ماذا أنزل عليه؟ قال أنزل الله عليه سورة وجيزة بليغة، قال: وما هى؟ قالك سورة العصر، {والعصر. إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} ، فقال هذا المتنبىء الكذاب الدعى الخبيث أنزل على أنفاً مثلها، إذا كان ينزل على صاحبكم قرآن وتقول سورة وجيزة بليغة عندى ما نزل على مثلها بحجمها ببلاغتها وفصاحتها، قال: أسمعنى ماذا أنزل عليك، فقال له وقرأ عليه ما أنزل عليه من شيطانه وهوسه ووهمه وضلاله، فقال: يا وبر ياوبر إنما أنت أذنان وصدر وسائرك حفر نقر، والوبر كما قال علماء اللغة يقولون حشرة حيوان كالقطة كالهرة كالسنور، أعظم ما فيه أذناه وصدره وبقية أعضاءه صغيرة لا يعنى أثر لها فى الرؤية ولا فى الحجم، يا وبر ياوبر إنما أنت أذنان وصدر أعظم ما فيك أذناك طويلة وصدرك بارز وسائرك حفر نقر، يعنى لا قيمة له ولا أثر له فى حجمك وشكلك، فقال: ماذا ترى يا عمر؟، ألا تعدل هذه السورة تلك السورة، قال: والله إنك لتعلم أننى أقول إنك كذاب، أنت تعلم لما تسألنى؟ هذه كهذه، لأين تذهب عقولكم، هذه كهذه؟ والله الذى لا إله إلا هو لو نظر الإنسان إلى نبينا عليه الصلاة والسلام وإلى مسيلمة لا يرتاب فى أن هذا رسول الله وهذا عدوا الله لا يرتاب، هنا كل حركة تدل على طهارة وفضيلة، وهناك كل حركة تدل على قبح ورذيلة.

النبية الثانية سجاح عندما جاءت إلى مسيلمة كانت النتيجة أن زنا بها وقال بعد ذلك قومها: