والأمر الرابع: قلت وبه يتجلى به حسن الخلق على وجه التمام والكمال كان يتحمل تقصيرهن ويصبر على قصورهن على نبينا وعليهن صلوات الله وسلامه وقلت إخوتى الكرام ما جرى من تقصير وقصور من أمهاتنا نحو نبينا على نبينا وآل بيته وصحبه صلوات الله وسلامه فقلت إن هذا يسير وعدده محصور وقلنا إذا أردنا أن نستقصى ما جرى فى بيت نبينا عليه صلوات الله وسلامه من نسائه مما يمكن أن يعتبر قصورا وتقصيرا فتقدم معنا أنه لا تصل الحوادث فى ذلك إلى عدد أصابع اليدين فهى دون العشر حوادث كما تقدم معنا ذلك وذكرت غالب ظنى خمس حوادث مما جرى من أمهاتنا أزواج نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه فيما بينهن وفيما بينهن وبين نبينا عليه صلوات الله وسلامه وبينت أن ذلك القصور والتقصير لا تنفك عنه طبيعة البشر وإذا جرى على حسب ما ركز فى الإنسان من غفلة وغضب وقصور وتقصير فلا يدل إلا على أن الإنسان فيه هذه الصفات فينبغى أن يجاهد نفسه ويدل أيضا على أن هذه الحياة لا تخلو من المعكرات والمكدرات فالقصور إذا لم يكن متعمدا ولم يكن دافعه خبثا فى القلب وفسادا فى النفس فلا يدل كما تقدم معنا إلا على قصور هذا البشر وأنه ما دام فى هذه الحياة ما يمكن أن يكون كاملا مكملا إنما دار الآخرة هى دار الكمال وإن الدار الآخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون هى الحياة الكاملة لا تنغيص فيها بوجه من الوجوه.
كما تقدمت معنا الإشارة إلى ذلك فنبينا عليه صلوات الله وسلامه خير خلق الله أدبه ربنا فأحسن تأديبه وأثنى عليه بقوله إنك لعلى خلق عظيم فهى الذى لا يصدر منه القصور والتقصير عليه صلوات الله وسلامه وأما من عداه فالأمر كما قال أئمتنا: