للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا الذى ما ساء قط وهذا الذى يتصف بالحسنى فقط عليه صلوات الله وسلامه ولا يجرى منه القصور ولا التقصير عليه صلوات الله وسلامه وأما من عداه فكما قلت إذا جرى منه القصور والتقصير دون أن يكون ذلك متعمدا ودون أن يكون الدافع لذلك خبثا فى القلب وفسادا ونجاسة فى النفس فلا يضر الإنسان إنما يدل فقط على أن الإنسان فى هذه الحياة مجبول على القصور والتقصير وما عليه إلا أن يلجأ إلى الله الجليل سبحانه وتعالى فى جميع أحواله وأن يقلع عن قصوره وأنت يندم على ما جرى من تقصيره هذا الذى ينبغى أن يتصف به الإنسان.

ولذلك إخوتى الكرام ما جرى من شوائب من أمهاتنا أزواج نبينا الطيبات الطاهرات المطهرات على نبينا وعلى آل بيته وصحبه صلوات الله وسلامه فقلت ما نذكره من باب تعييرهن فحاشاهن من أن يعيرن إنما نذكر ذلك كما قلت لبيان ما حصل فى بيت النبوة وكيف عولج من قبل نبينا الحليم الرحيم عليه صلوات الله وسلامه لنتقدى به فى معالجة هذه الأحوال التى تطرأ فى بيوتنا بعد نبينا عليه صلوات الله وسلامه فهو أسوتنا وقدوتنا كما تقدم معنا فيما نحب وفيما نكره فينبغى أن نقتدى به فى الشدة كما نقتدى به أيضا فى الرخاء ونقتدى به فيما نحبه عندما نعاشر الزوجة وتطيعنا ونقتدى به فيما نكرهه أيضا عندما نعاشر الزوجة وأحيانا تقصر فى حقنا وهكذا إذا نحن قصرنا فهى تتحمل ونسأل الله جل وعلا أن يجعلنا من ذوى الأخلاق الحسنة الطيبة الهينين اللينين إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.