للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

انظر لهذا الإيمان انظر لهذه الشدة التى ظهرت مع ما فيها من كره كيف تظهر معادن المؤمنين وحقائقه والله لئن أمرنى أن أضرب عنقها لأضربن عنقها وهذا فى صحيح مسلم قال ورفعت صوتى وأنه أُذن له لعمر عند ذلك عندما قال عمر هذا وسمعه النبى عليه الصلاة والسلام فإذن الله وأنه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أن يخبر الناس انه لم يطلق نساءه أيضا فأذن له وأنه قام على باب المسجد فنادى بأعلى صوته لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه وأنه قال له وهو يرى الغضب فى وجهه يا رسول الله ما يشق عليك من شأن النساء فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكال وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك قال وكلما تكلمت وأحمد الله بكلام إلا رجوت أن يكون الله يصدق قولى الذى أقول فنزلت هذه الآية آية التخيير {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا} وفيه أى فى تلك الرواية التى تقدمت معنا فى صحيح مسلم أنه قال فلم أزل أحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تحسر الغضب عن وجهه وحتى كشر فضحك عليه صلوات الله وسلامه وكان من أحسن الناس ثغرا قال ونزلت أتشبث بالجزع وهو الجزع الذى يرقى كما تقدم معنا عليه إلى المشربة إلى الغرفة وهو جزع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وينحدر ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما يمشى على الأرض ما يمسه بيده فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كنت فى الغرفة تسعا وعشرين فقال إن الشهر يكون تسعا وعشرين قال ونزلت هذه الآية {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم} قال فكنت أنا الذى استنبطت ذلك الأمر فأنزل الله عز وجل آية التخيير {يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا} إلى آخر الآيات.