كما تقدم معنا إخوتى الكرام فى الحادثة الأولى مما كان يجرى من أمهاتنا من قصور وتقصير نحو نبينا عليه الصلاة والسلام فتحمل ذلك ثم بعد ذلك يفأن ويرجعن إلى الحق فكان ماذا وكل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابون وهو كما قلت قصور بشرى يعترى البشر فى هذه الحياة ولذلك امر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعفو عن المؤمنين وأن يستغفر لهم وأن يشاورهم فى الأمر {ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر} اعف عنهم فيما يتعلق بحقك استغفر لهم فيما يتعلق بحق ربك فإذا طهروا فأنت قلبك راض عليهم والله قد غفر لهم لاستغفارك تأهلوا الآن لمناجاتك ولمشورتك وشاورهم فى الأمر تطييبا لخواطرهم هذا حال البشر لا ينفك عن قصور وتقصير لكن كما قلت هذا القصور لا بد من علاجه والاعتراف بالخطأ فضيلة والاصرار على الخطأ جريمة ورزيلة فكان يجرى من أمهاتنا أزواج نبينا على نبينا وآله صلوات الله وسلامه ما يجرى من قصور وتقصير لكن كما قلت حوادث دون أصابع اليدين فى تلك العشرة الطويلة الطيبة الكريمة يجرى حوادث هذه الحوادث بعد ذلك توجه إلى الصواب وبعد ذلك ينبن إلى الله الكريم الوهاب إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وكل واحدة تعد كل يوم عدا ولما نزلت آية التخيير كلهن قلن ما قالته أمنا الأولى عائشة رضى الله عنها وأرضاها التى بدىء بها أفيك أستشير بل اختار الله ورسوله إذن مما يدل على أن ما جرى دافعه انفعال ظاهرى لا لفساد قلبى هذا الانفعال هذا القصور هذا التقصير يعالج وبعد ذلك زال وانتهى الأمر وهذا القصور كما قلت ليس هو ديدن للإنسان إنما يقع فيه على اختلاف الزمان عند تكرر الأيام هذا حال الإنسان فيقلع ويتوب إلى ذى الجلال والإكرام.