تبتغى أن تدخل بين رسول الله عليه الصلاة والسلام وبين أزواجه قال فأخذتنى والله أخذا كسرتنى به عن بعض ما كنت أجد فخرجت من عندها وكان لى صاحب من الأنصار إذا غبت أتانى بالخبر وإذا غاب كنت أنا آتيه بالخبر ونحن نتخوف ملكا من ملوك غسان ذكر لنا أنه يريد أن يسير إلينا فقد امتلأت صدورنا منه فإذا صاحبى الأنصارى يدق الباب فقال افتح افتح فقلت جاء الغسانى قال بل أشد من ذلك اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه فقلت رغم أنف حفصة وعائشة فأخذت ثوبى فخرجت حتى جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مشربة له وهى الغرفة كما تقدم معنا يرتقى عليها بعجلة وهى الدرج من جزع النخيل وغلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس الدرجة فقلت قل هذا عمر ابن الخطاب فأذن لى بعد أن استأذن ثلاثا كما تقدم قال عمر فقصصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث فلما بلغت حديث أم سلمة تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم تريد أن تدخل بين رسول الله عليه الصلاة والسلام وبين أزواجه ما كفاك أنك تدخل نفسك بكل شىء حتى فى هذه القضية الخاصة فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه على حصير ما بينه وبينه شىء وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف وإن عند رجليه قرظا مصبورا وروى مضبورا يعنى جلدا مجموعا مجتمعا على بعضه وعند رأسه أُهب أَهب جمع إهاب معلقة فرأيت أثر الحصير فى جنبه الشريف عليه صلوات الله وسلامه فبكيت فقال ما يبكيك فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة قلت بلى.