للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعليه قول الله قاصرات الطرف وإن كانت فى سورة الرحمن وردت تلك الصفة فى نساء السابقين فى الجنتين المعدتين للسابقين لكن لا يلزم أن تكون هذه الصفة ليست موجودة فى أيضا نساء الجنتين اللتين أعدهما الله لأصحاب اليمين وكما قلت يؤخذ ما لم يذكر مما ذكر يعنى عندما نقول قاصرات يلزم أن تكون مقصورة وعندما نقول مقصورات فى الخيام يلزم أن تكون قاصرات وقصرت طرفها والله ذكر هنا النساء بهذه الصفة وهنا نساء الجنة بهذه الصفة والصفتان مرادتان فى كل امرأة فى الجنة قاصرة تقصر طرفها وقلبها مقصورة قصرت قلبها أيضا قصر قلبها وبدنها فى هذا المكان فلا تفارقه هذه فى سورة الصافات كما قلت وعندهم قاصرات الطرف عين وهكذا فى السورة التى بعدها فى سورة ص ذكر الله أيضا هذا الوصف أيضا فى نساء أهل الجنة على سبيل العموم فقال جل وعلا هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب جنات عدن مفتحة لهم الأبواب وهى لكل من يدخل الجنة متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب أيضا بفاكهة كل ما يقدم إلى أهل الجنة فاكهة لأن المقصود منه التلذذ وعندهم قاصرات الطرف أتراب فى سن واحدة وعندهم قاصرات الطرف أتراب فلا داعى أن نقول إن نساء السابقين المقربين أعلى وصفا من نساء أصحاب اليمين ولذلك نعتن فى الصفة الأولى بأنهن قاصرات ونعتن فى الصفة الثانية بأنهن مقصورات هذا الذى ذهب إليه الإمام ابن القيم كما قلت عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فيما يظهر لى أنه بعيد والعلم عند الله المجيد وقد نعت الله نساء أهل الجنة بأنهن قاصرات ولم يخص هذا الوصف بأنه خاص بالنساء اللائى يكن للسابقين المقربين نعم جاء فى سورة الرحمن كما قلت على الصورة المتقدمة ولمن خاف مقام ربه جنتان ثم قال فى وصف النساء فى هاتين الجنتين فيهن قاصرات الطرف ثم لما جاء للجنتين الأخريين قال حور مقصورات فى الخيام لكن كما قلت الوصفان يرادان فى كل امرأة كما وضحت ذلك آيات القرآن والعلم عند ربنا الرحمن.