بلى بسعة مغفرتى بلغت منزلتك هذه فينما هم على ذلك غشيتهم سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحه شيئا قط ويقول ربنا تبارك وتعالى قوموا لما أعدتت لكم من الكرامة فخذوا ما اشتهيتم فنأتى سوقا قد حفت به الملائكة فيه ما لم تنظر العيون إلى مثله ولم تسمع الآذان ولم يخطر على القلوب فيحمل لنا ماشتهينا بغير بيع ولا شراء وفى ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا فيقبل الرجل من منزلته المرتفعة فيلقى من هو دونه وما فيهم دنى فيروع ما عليه من اللباس يعنى يعجبه كيف هذا الذى هو دنى وذاك منزلته مرتفعة عليه من البهجة والزينة ما ليس على هذا فما ينقضى آخر سلامه عليه حتى يصير عليه ما هو أحسن منه وذلك أنه لا ينبغى لأحد أن يحزن فيها ثم ننصرف إلى منازلنا فتتلقانا أزواجنا فيقلن مرحبا وأهلا لقد جئت وإن لك من الجمال أفضل مما فارقتنا عليه فنقول إنا زرنا اليوم ربنا الجبار ويحق لنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا.
والحديث إخوتى الكرام كما قلت فى سنن الترمذى وابن ماجة كما ذكر الحافظ ابن حجر قال وهو شاهد لحديث على رضى الله عنه إذن السوق وارد فى حديث أنس فى صحيح مسلم وفى حديث أبى هريرة فى سنن الترمذى وابن ماجة وهذا الحديث إخوتى الكرام لا ينزل عن درجة الحسن بشواهده رواه شيخ الإسلام الإمام الترمذى عن أمير المؤمنين وشيخ المسلمين ألا وهو الإمام البخارى قال حدثنا محمد ابن إسماعيل قال حدثنا هشام ابن عمار وهو من شيوخ الإمام البخارى عليهم جميعا رحمة الله عن عبد الحميد ابن حبيب عن الأوزاعى عن حسان ابن عطية عن سعيد ابن المسيب وليس فى الإسناد من حوله كلام إلا عبد الحميد ابن حبيب وقال عنه الحافظ فى التقريب صدوق ربما أخطأ وقد أخرج البخارى حديثه فى صحيحه تعليقا وهو من رجال الترمذى وابن ماجة القزوينى٥٩:٤٩