وهذا المعنى إخوتى الكرام منقول عن سلفنا الكرام رضوان الله عليهم أجمعين بناء على تلك الآثار الثابتة الحسان روى الإمام أحمد فى كتاب الزهد والدارقطنى فى كتاب المدبج والمدبج هذا نوع من أنواع الحديث ولعله مر معكم فى المصطلح.
وما روى كل قرين عن أخه ... مدبج فاعرفه حقا وانتخه
كما قال الإمام البيقونى فى بيقونيته الشهيرة:
وما روى كل قرين عن أخه ... مدبج فاعرفه حقا وانتخه
والمدبج مأخوذ من ديباجتى الوجه وهما جانباه الخدان وهذا حديث مدبج كما قال الإمام البيقونى ما روى كل قرين عن أخه جمع الإمام الدارقطنى كتابا فى المدبج أى فى الأحاديث المدبجة التى روى فيها كل قرين عن أخه وهو من يشاركه فى السن وفى التحمل عن الشيوخ فإذا روى كل منهما عن صاحبه يقال له مدبج وإذا روى أحدهما عن صاحبه ولم يرو الآخر يقال له رواية الأقران ولذلك كل مدبج رواية أقران ولا عكس رواية الأقران قد لا تكون مدبجة مثلا رواية أبى هريرة عن سيدتنا وأمنا عائشة رضى الله عنها وأرضاها وعن أبى هريرة وعن الصحابة أجمعين ثم رواية عائشة عن أبى هريرة كل منهما روى عن الآخر اشتركا فى السن وفى الرواية عن النبى عليه الصلاة والسلام فهذا يقال له مدبج فتجمع هذه الروايات ما رواه أبو هريرة عن أمنا عائشة وما روته أمنا عائشة عن أبى هريرة هذا مدبج.
ما روى كل قرين عن أخه مدبج وهكذا يعنى الرواة الذين بعدهم قرناء كل واحد روى عن الآخر يقال له مدبج فالإمام الدارقطنى ألف كتابا فى هذا النوع من أنواع الحديث وهو المدبج وهنا كما قلت الأثر فى كتاب الزهد للإمام أحمد وفى المدبج للإمام الدارقطنى عن المعتمر ابن سليمان وهو أبو محمد البصرى ثقة توفى سنة سبع وثمانين ومائة من كبار العلماء الصالحين من أتباع التابعين عليهم جميعا رحمة الله المعتمر ابن سليمان قال إن فى الجنة نهرا ينبت الجوارى الأبكار.