للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولفظ حديث أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه قال إن فى الجنة نهرا طول الجنة هذا النهر من أولها لآخرها أينما ذهبت هذا النهر موجود فى الجنة نهرا طول الجنة حافتاه العذارى النساء الصالحات الحوريات الحسناوات الأبكار على حافتى هذا النهر فى الجنة من أولها لآخرها العذارى متقابلات يغنين بأحسن أصوات يسمعها الخلائق حتى ما يرون أن فى الجنة لذة مثلها صوت ما يرون أن فى الجنة لذة تشبه هذه اللذة وهى أصوات العذارى الأبكار الطاهرات المطهرات فى هذا النهر على حافتى النهر الذى هو كما قلت على طول الجنة قلت يا أبا هريرة وما ذاك الغناء يغنين بأى شىء قال إن شاء الله التسبيح والتحميد والتقديس وثناء على الرب جل وعلا يغنين أى أصوات فيها عذوبة فيها رقة فيها حنو فيها خشوع فيها لذة وليس معنى ذلك الغناء الفاحش الذى اعتاد عليه أهل البذاءة فى هذه الحياة لا ثم لا من سمع الغناء فى هذه الحياة الغناء المحرم لا يسمع غناء الحوريات كما أن من شرب الخمر فى الدنيا لا يشربها فى الآخرة ومن لبس الذهب والحرير فى الدنيا لا يلبسهما فى الآخرة والجزاء من جنس العمل ومن تعجل الشىء قبل أوانه عوقب بحرمانه أما أنه يكرع الخمر هنا ويريد أن يشرب من خمر الآخرة التى لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون لا لما اختار النجسة منعه الله من الخمر الطاهر وسقاهم ربهم شرابا طهورا تلك طاهرة وأما هذه نجسة إذا اخترت النجس تمنع من الطاهر وهكذا بالنسبة للغناء اختار هذا الغناء وقلة الحياء الذى هو فى هذه الحياة يمنع من سماع الحوريات بعد ذلك وأمره إلى الله جل وعلا كما قلت الأثر الذى أشار إليه الإمام الترمذى فقال وفى الباب عن أبى هريرة رواه الإمام البيهقى فى البعث والنشور والأثر كما قلت فى هذا المكان وفيه أن العذارى الأبكار على حافتى هذا النهر الممتد فى الجنة على طولها يغنين بأحسن أصوات يسمعها الخلائق حتى ما يرى أهل الجنة أن فى الجنة لذة مثل هذه اللذة وغناؤهن