للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إخوتى الكرام: كل واحد أعد الله له مقعدين ومنزلين منزلا فى الجنة ومنزلا فى النار فالمؤمن إذا دخل الجنة ورث منزل الكافر والكافر إذا دخل النار ورث منزل المؤمن فنحن نأخذ منازلهم وهم يأخذون منازلنا كل واحد له منزلان له مقعدان له مسكنان فى الآخرة واحد فى الجنة وواحد فى النار وقد أشار إلى هذا نبينا المختار على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ثبت الحديث بذلك فى المسند وإسناده ورجاله رجال الصحيح كما قال الإمام الهيثمى فى المجمع فى الجزء العاشر صفحة تسع وتسعين وثلاثمائة والحديث رواه الحاكم فى المستدرك فى الجزء الثانى صفحة خمس وثلاثين وأربعمائة وقال إسناده على شرط الشيخين وأقره عليه الذهبى وهذا كما قال الإمام الهيثمى رجاله رجال الصحيح والحديث رواه الإمام الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخ بغداد فى الجزء الخامس صفحة أربع وعشرين فهو فى المسند والمستدرك وتاريخ بغداد من رواية أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيقول لولا أن الله هدانى فيكون له شكر يعنى لولا أن الله هدانى لدخلت ذلك المقعد الذى أعد لى وسكنت ذلك المسكن وهو فى النار وكل أهل النار يرى مقعده من الجنة فيقول لو أن الله هدانى فتكون عليه حسرة ذاك يكون له شكر وهذا تكون عليه حسرة حقيقة يعنى إذا دخل النار يعنى هو فى حسرة عظيمة ثم إذا مكن من رؤية مقعده فى الجنة وقيل هذا مكانك لو أطعت تزداد حسرته يعنى خسر عندما عذب وخسر عندما فاته ذلك المنزل وذاك أكرمه الله بدار كرامته ورضوانه ثم قال له انظر إلى مقعدك لو كفرت يقول لولا أن الله هدانى لدخلت النار وذاك يقول لو أن الله هدانى لدخلت الجنة فأهل النار تكون عليهم حسرة عندما يرون مقاعدهم فى الجنة وأهل الجنة يكون لهم شكر عندما يرون مقاعدهم فى النار ولذلك يقول الله جل وعلا فى آخر سورة الأنبياء على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه