للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النعيم المقيم، ثم بعد وصف أولئك الملاعين، بين الله وصف عباده الصالحين، فأخبر عن تمسكهم بشرعه القويم، وقيامهم بشرائع الدين، فلهم الأجر الوافر عند رب العالمين.

وقد أخبر معاذ بن جبل – رضي الله تعالى عنه – عن صدور ما يقارب وصف الحمقى المغرورين من بني إسرائيل في هذه الأمة ففي سنن الدارمي عنه – رضي الله تعالى عنه – قال: سيبلى القرآن في صدور أقوام كما يبلى الثوب، فيتهافت، يقرؤونه لا يجدون له شهوة ولا لذة، يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب، أعمالهم طمع، لا يخالطه خوف، إن قصروا قالوا: سنبلغ، وإن أساؤوا قالوا: سيغفر لنا، إنا لا نشرك بالله شيئاً (١) .


(١) انظر سنن الدارمي – كتاب فضائل القرآن – باب في تعاهد القرآن –: (٢/٤٣٩) ، وانظر معنى الآية المتقدمة في تفسير ابن كثير: (٢/٢٦٠) ، وروح المعاني: (٩/٩٥-٩٨) ، والتسهيل لعلوم التنزيل: (٢/٥٢) ، وتفسير القرطبي: (٧/٣١٠-٣١٣) ، وفيه الاستشهاد بأثر الدارمي عن معاذ – رضي الله تعالى عنه – في مشابهة المفترين أصحاب الأماني من هذه الأمة لمن ماثلهم في بني إسرائيل، وعبارته: وهذا الوصف الذي ذم الله – تبارك وتعالى – به هؤلاء موجود فينا، ثم سرد الأثر المتقدم، وقال بعد تفسير قول الله – تبارك وتعالى –: "أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ" قلت: وهذا الذي لزم هؤلاء وأخذ عليهم به الميثاق في قول الحق، لازم لنا على لسان نبينا – صلى الله عليه وسلم – وكتاب ربنا – عز وجل – ولا خلاف فيه في جميع الشرائع، والحمد لله.