للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

.. وأما علماء الشرع فيخصون لفظ النحل بأصحاب الأهواء والآراءالذين يدَّعون الالتزام بشريعة واحدة غراء، نزل بها وحي رب الأرض والسماء، أو لا يدعون الالتزام بشريعة سمحاء، بل يعولون على الأوهام والآراء، كحال الفلاسفة والزنادقة السفهاء، فالصنفان يشملهما القول بأنهم أصحاب نحل من ادعى منهم الالتزام بشريعة أو لم يدع ذلك (١) .

وسنتدارس في هذه السنة أصحاب الأهواء، وأهل النحل الخبيثة الشنعاء، الذين يدعون الانتساب لرسالة خاتم الأنبياء – عليه صلوات الله وسلامه – وتتحدد دراستنا لتلك الفرق على النحو التالي:

١. تعداد أمهات الفرق الخبيثة، مع بيان أبرز آرائها الخسيسة.

٢. تفصيل القول في فرقة الشيعة الردية، وبيان أقسامها الغوية.

٣. دراسة موسعة للتصوف والصوفية، وتقييمها حسب الأدلة الشرعية.

... وأبدأ الدراسة بتمهيد للبحث يتضمن الإشارة إلى بيان حالة الناس قبل مبعث خاتم الأنبياء والمرسلين محمد – صلى الله عليه وسلم – وإليك تفصيل ذلك – حفظنا الله بمنه وكرمه من الآفات والمهالك.

حالة الناس قبل الإسلام:


(١) - هذا ما ظهر لي من تتبع كلام الأئمة، وإن كان بعضهم يرى تخصيص لفظ الملل بأهل الديانات ولفظ النحل بمن عداهم، وصنيع الشهرستاني في كتابه "الملل والنحل": (١/١١) على هامش الفِصَل في الملل والأهواء والنحل يدل على ذلك، وصنيع ابن حزم في كتابه "الفِصَل في الملل والنحل" يدل على الأول في الجملة، حيث قال في: (٢/٨٨) قد أكملنا بعون الله الكلام في الملل فلنبدأ بحول الله – عز وجل – ذكر نحل أهل الإسلام وافتراقهم فيها، وإيراد ما شغب به من شغب منهم فيما غلط فيه من نحلته، وإيراد البراهين الضرورية على إيضاح نحلة الحق من تلك النحل كما فعلنا في الملل.