وبعد ذلك الاكتمال، على أحسن حال، قام شياطين الإنس بتحريش من شياطين الجن عدة محاولات للقضاء على الإسلام، بمختلف الأساليب والألوان، لكن أنى يستطيعون ذلك وقد تكفل ربنا المنان بحفظ الإسلام والقرآن، لذلك ارتدوا على أدبارهم خاسئين فانصرفوا لتشكيك المسلمين بعد أن أعياهم تغيير شرع رب العالمين، فظفروا بعد غير قليل من الدهماء المفتونين، ولن يزال ذلك البلاء في ازدياد، كلما امتدت بهذه الأمة الآماد، وهذا كما ثبت عن رسولنا خير العباد – صلى الله عليه وسلم – أنه قال:"لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم (١) ".
(١) - أخرجه البخاري في كتاب الفتن – باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه: (١٣/٢٠) بشرح ابن حجر عن الزبير بن عديّ قال أتينا أنس بن مالك – رضي الله تعالى عنهم – فشكونا إليه ما يلقون من الحجاج فقال: اصبروا ثم ذكر الحديث. ورواه الترمذي في كتاب الفتن – باب ٣٥: (٦/٣٦١) ،وقال: هذا حديث حسن صحيح، وفي مسند الدارمي في المقدمة – باب تغير الزمان – وما يحدث فيه: (١/٦٥) عن ابن مسعود – رضي الله تعالى عنه – موقوفاً: لا يأتي عليكم عام إلا وهو شر من الذي كان قبله، أما إني لست أعني عاماً أخصب من عام، ولا أميراً خيراً من أمير ولكنْ علماؤكم وخياركم وفقهاؤكم يذهبون ثم لا تجدون منهم خَلَفاً وتجيء أقوام يقيسون الأمر برأيهم.