" نسأل الله العظيم بوجهه الكريم أن لا يُزِيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، إنه سميع مجيب.
أمهات الفرق الزائغة
الفرقة الأولى القدرية:
... تنسب هذه الفرقة الضالة إلى مقالتها التي ضلت بها، وخالفت فيها الحق الثابت، وتلك المقالة النكراء تتعلق بسبق علم الله الجليل للأشياء قبل حدوثها، وتقديره لها خيرها وشرها وينقسم أصحاب هذه البدعة الخبيثة إلى قسمين:
أ) قدرية غلاة: وهم الذين نفوا تقدير الله للأشياء في القدم، ونفوا تقدم علمه بها، وزعموا أنها مستأنفة العلم، أي: إنما يعلمها الله – جل جلاله – بعد وقوعها، وكذبوا على الله – سبحانه وتعالى وجل عن أقوالهم الباطلة علواً كبيراً – (١) .
(١) - قال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم: (١/١٥٦) ، وهذا القول: قول غلاتهم، وليس قول جميع القدرية، وكذب قائله وضل وافترى – عافانا الله وسائر المسلمين – ١٠هـ وفي درء تعارض العقل والنقل للإمام ابن تيمية: (٢/٣٣٢) ، وذكر عن طائفة أنهم يقولون: يعلم الأشياء قبل كونها إلا أعمال العباد، فإنه لا يعلمها إلا في حال كونها، وهذا قول غلاة القدرية، كمَعْبَد الجُهَني وأمثاله.