للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبهذه التحقيقات العلية، يتبين الوجه في إطلاق لفظ "المجوس" على القدرية، في قول خير البرية – عليه صلوات الله وسلامه بكرة وعشية –: "القدرية مجوس هذه الأمة، إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم (١)


(١) - رواه أبو داود في سننه – كتاب السنة – باب في القدر –: (٥/٦٦) ، والحاكم في المستدرك – كتاب الإيمان –: (١/٨٥) وأحمد في المسند: (٢/٨٦، ١٢٥) ، وابن أبي عاصم في كتاب السنة: (١/١٤٩-١٥٠) ، والآجري في الشريعة: (١٩٠) ، والطبراني في الأوسط كما في مجمع الزوائد: (٧/٢٠٥) ، كلهم عن ابن عمر – رضي الله تعالى عنهم أجمعين – ورواية الحاكم وأبي داود وإحدى روايات ابن أبي عاصم من طريق أبي حازم سلمة بن دينار عن ابن عمر. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إن صح سماع أبي حازم من ابن عمر، وأقره الذهبي، قال الهيثمي في تهذيب السنن: (٧/٥٨) : هذا منقطع، أبو حازم لم يسمع من ابن عمر، ووصله الآجري وفيه زكريا بن منظور، ومن طريقه أخرجه الطبراني: قال الهيثمي: زكريا بن منظور وثقه أحمد بن صالح وغيره، وضعفه جماعة ١٠هـ والذي حط عليه كلام ابن حجر في التقريب: (١/٢٦١) أنه ضعيف، ورواية أحمد الأولى، وإحدى روايات ابن أبي عاصم عن طريق عمر بن عبد الله، وعمر مولى غفرة لم يسمع أحداً من الصحابة كما في تهذيب التهذيب: (٧/٤٧٢) نقلا ً عن ابن معين، فالسند منقطع. ومع هذا فقد حكم ابن حجر عليه في التقريب: (٢/٥٩) بالضعف..ورواه أحمد في المكان الثاني متصلا ً عن مولى غفرة عن نافع عن ابن عمر، وقد علمت حال مولى غفرة، ومع ذلك فقد مال الشيخ شاكر في تعليقه على المسند: (٨/٢٧٩) ٦٠٧٧ إلى ترجيح الحكم عليه بالصحة، وأن علة الانقطاع في الرواية الأولى قد زالت، وقد ورد في بعض روايات ابن أبي عاصم، والآجري والطبراني في الصغير: (٢/١٤) من طريق الحكم بن سعيد عن الجعيد بن عبد الرحمن عن نافع به، وساقه البخاري في التاريخ الكبير: (٢/٣٤١) في ترجمة الحكم بن سعيد، وحكم عليه بالنكارة، وكذلك عَدَّ الذهبيُّ في الميزان: (١/٥٧٠) هذا الحديثَ من مناكير الحكم بن سعيد، وأقر ذلك ابن حجر في اللسان: (٢/٣٣٢) ، ونقله أيضاً عن العقيلي، وابن عدي، والحديث رواه ابن أبي عاصم أيضاً من طريق إسماعيل بن داود عن سليمان بن بلال عن أبي حسين عن نافع به، وإسماعيل ضعفه أبو حاتم كما في الميزان: (١/٢٢٦) ، وقال البخاري في التاريخ الكبير: (١/٣٧٤) : إنه منكر الحديث، وانظر حديث ابن عمر أيضاً في الميزان: (٢/٧٩) ، والمجروحين لابن حبان: (١/٣١٤) .
وقد روي الحديث عن حذيفة بن اليمان – رضي الله تعالى عنهما – بنحو الحديث المتقدم في سنن أبي داود في المكان المتقدم، وفي المسند: (٥/٤٠٦-٤٠٧) ، وكتاب السنة لابن أبي عاصم: (١/١٤٤) كلهم عن عمر مولى غفرة عن رجل من الأنصار عن حذيفة، وتقدم الكلام في مولى غفرة، والرجل الأنصاري مجهول كما في تهذيب السنن: (٧/٦١) .
وروي الحديث أيضاً عن جابر بن عبد الله – رضي الله تعالى عنهما – في سنن ابن ماجه – المقدمة – باب في القدر –: (١/٣٥) ، ومعجم الطبراني الصغير: (١/٢٢١) ، وكتاب السنة لابن أبي عاصم: (١/١٤٤) والشريعة للآجري: (١٩٠) بزيادة: "وإن لقيتموهم فلا تسلموا عليهم" ورجال السند ثقات إلا أن أبا الزبير محمد بن مسلم بن تدردس المكي مدلس كما في التقريب: (٢/٢٠٧) وقد عنعن.
وري الحديث عن أمنا عائشة – رضي الله تعالى عنها – في كتاب السنة لابن أبي عاصم: (١/١٤٦) بنحو ما تقدم، وسنده ضعيف كما قال الشيخ الألباني في تعليقه عليه.