للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأول أولى وأظهر لوجهين:

أحدهما: إنه ليس في الحديث ذكر الشهيد وإنما فيه ذكر المؤمن، وذلك ينطبق على كل مؤمن يموت على إيمانه.

والثاني: إن النبي - عليه السلام - قال في الحديث الصحيح: «إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، يقال له: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة». (١)

ألا ترى أنه قال إذا مات أحدكم، فأخرجه مخرج العموم للمؤمن والكافر، ثم جعل المؤمن الذي هو من أهل الجنة يعرض عليه مقعده منها بالغداة والعشي، وذلك تنعيم لروحه بما يصل إليه من نعيم الجنة، وظاهر ذلك أنه يتناول جميع المؤمنين من شهيد وغيره، ويحتمل أن يجعل هذا في من هو غير شهيد، ويكون للشهيد ما تقدم.

وكيف ما كان، فغير الشهيد من المؤمنين له قريب مما للشهيد من نعيم الجنة بالممكن منها قبل يوم النشور، كما أن للكافر في عرض مقعده عليه التعذيب بالنار بالقدر الممكن منها قبل يوم النشور (٢).


(١) رواه البخاري (١٣١٣ - ٣٠٦٨) ومسلم (٢٨٦٦) والنسائي (٢٠٧٠ - ٢٠٧١) والترمذي (١٠٧٢) وابن ماجه (٤٢٧٠) وأحمد (٢/ ١٦ - ١١٣ - ١٢٣) ومالك (٥٦٤) وابن أبي شيبة (٨/ ١٣٤) وابن حبان (٣١٣٠) والطبراني في الأوسط (٢/ ٢٥٥ - ٨/ ١٣٤) والطيالسي (١/ ٢٥١) وأبو يعلى (١٠/ ١٩٨) من طرق عن نافع عن ابن عمر.
(٢) من: كما أن للكافر إلى هنا سقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>