للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا ترى كيف شارك سائر المؤمنين للشهداء في الثواب، إذ جُعلت لهم دار حسنة كما جعلت للشهداء دار حسنة (١)، وكون هذه أفضل من الأولى مسلم للمزية التي للشهداء على غيرهم.

وهاتان الداران إن كانتا للصنفين بإثر الموت فيؤيد ذلك ما تقدم من أن لغير الشهيد (بعد الموت) (٢) قريبا مما للشهيد، إذ ليس في الحديث دخول الشهداء في دارهم بإثر الموت دون سائر المؤمنين.

وإذا لم يكن ذلك فيه فيحمل بظاهره على التسوية بين الشهداء وغيرهم (٣) في هذا المعنى قبل يوم القيامة، وإن كان هذا المثال في الدارين (٤) كناية عن منازل الصنفين معا في الجنة بعد دخولهما فيها يوم القيامة، فليس في ذلك أكثر من تفضيل الشهداء، وذلك مقرر في الشرع من غير ما وجه، على أنه قد صح عن النبي - عليه السلام - من حديث سهل بن حنيف أنه قال: «من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه». (٥)

فأخبر أن في المؤمنين من يبلغون منازل الشهداء بمجرد سؤال الشهادة عن صدق من غير أن يكونوا شهداء حقيقة.


(١) في (ب): إذ جعل لهم دارا حسنة كما جعل للشهداء دارا حسنة.
(٢) ما بين القوسين سقط من (ب).
(٣) في (ب): وبين غيرهم.
(٤) كذا في (أ)، وفي (ب): في الظاهر.
(٥) رواه مسلم (١٩٠٩) وأبو داود (١٥٢٠) والنسائي (٣١٦٢) والترمذي (١٦٥٣) وابن ماجه (٢٧٩٧) وابن حبان (٣١٩٢) والحاكم (٢٤١٢) والبيهقي (٩/ ١٦٩) وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>