للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

وقول الحميدي: "ومن المحال أن يكونوا في مكانين مختلفين في وقت واحد" قول صحيح في نفسه معلوم ببديهة العقل، لكن احتجاجه بذلك على أن الجنة هي السماوات غير مستقيم، فمن قال له: إن الأنبياء يكونون في الجنة وفي السماوات في زمان واحد، حتى يبني هو على ذلك أن الجنة هي السماء لاستحالة كون الجسم في مكانين في الزمن الواحد.

ومن قال له إنهم لا يبرحون من السماوات حيث رآهم رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى يلزم على ذلك أيضا أن السماء هي الجنة.

وكأن الحميدي لم يقف في الحديث على أن النبي - عليه السلام - مر ليلة الإسراء بقبر موسى وهو قائم يصلي فيه (١)، ثم رآه تلك الليلة بعينها في السماء السادسة بعد عروجه (٢) إليها.


(١) رواه مسلم (١٧٢) عن أبي هريرة.
ورواه مسلم (٢٣٧٥) مختصرا والنسائي (١٦٣١ - فما بعدها) وأحمد (٣/ ١٤٨ - ٢٤٨) وابن حبان (٥٠) وابن أبي شيبة (٨/ ٤٤٦) وأبو يعلى (٤٠٨٥) عن أنس.
(٢) في (ب): العروج.

<<  <  ج: ص:  >  >>