للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو ما رأى أيضا في الحديث أن النبي - عليه السلام - ذكر موسى وعيسى وإبراهيم عليهم السلام في أحاديث الإسراء، ثم قال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «فحانت الصلاة فأممتهم»، هكذا في صحيح مسلم (١)، وظاهره أن ذلك كان في بيت المقدس.

وقد جاء في غير كتاب مسلم نصا في الحديث. (٢)

وإذا صح هذا، فما الذي ينكر الحميدي من قول من يقول مثلا: إن كونهم تلك الليلة في السماوات إنما كان بسبب عروج النبي - عليه السلام - إلى السماوات، فيكون كونهم هنالك ككونهم ببيت المقدس، وككون موسى في قبره يصلي، ثم ينتقلون من ذلك الموضع إلى حيث شاء الله من الجنة أو من غيرها.

ويجوز أن يكون ذلك موضعهم في الغالب، ولا نقول إنه موضعهم على الدوام بسبب كونهم ببيت المقدس تلك الليلة، وكما جاز ذلك في تلك الليلة يجوز في غيرها.

وعلى الجملة فالدخول في مثل هذه المضايق لا ينبغي لعاقل، فإنها أمور مغيبة عنّا.

وإنما نتكلم فيها بحسب ما فهمناه من الشريعة، ولولا أن كلامنا مع الحميدي في هذا (ق.١٩.أ) الكتاب يقتضي ذلك لما (٣) فعلناه.


(١) صحيح مسلم (١/ ١٥٦ - رقم ١٧٢).
(٢) رواه الحاكم (٨٧٩٣) والطبراني في الكبير (١٠/ ٦٩) عن ابن مسعود, وفي سنده ميمون الأعور أبو حمزة ضعيف جدا. وراجع الفتح (٦/ ٤٨٧).
(٣) في (ب): ما.

<<  <  ج: ص:  >  >>