للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غايته أن يتشبه بالمؤمن، وذلك بأن يتظاهر بالإيمان فينفعه ذلك في الدنيا، لأنه يحرز نفسه وماله بنفاقه.

وكذلك (١) ينفعه أيضا في بعض أحوال الآخرة لاختلاط المؤمنين والمنافقين في أول الحال يوم القيامة، فإنه إذا قيل: «لتتبع كل أمة ما كانت تعبد تبقى هذه الأمة فيها منافقوها» (٢)، فلا ينكشف أمرهم إلا عندما يسجد المؤمنون لله يومئذ إذ لا يستطيع المنافقون عليه، لأن كل واحد منهم إذا هم بالسجود (٣) يرجع ظهره طبقا واحدا، كما ورد في الخبر.

فإن قيل: إن هذا الوجه الذي قلتم إنه إهانة وجعلتموه من الوجوه التي منعتم بها أخذ الكتاب من وراء الظهر، يرد عليكم فيه دخول المذنبين النار، فإنه إهانة.

قلنا: الفرق بين أخذ الكتاب في الجملة وبين (٤) دخول المذنبين النار، أن أخذ الكتاب إنما هو أمارة على السعادة المؤبدة أو الشقاوة المؤبدة، ودخول المذنبين النار ليس فيه شقاوة مؤبدة، فلذلك لا نسلم أنه إهانة مطلقة فإن المقصود به تخليصهم وتنقيتهم من الذنوب، ليستعدوا للقاء الله تعالى في جنة الخلد فقال (٥) رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الحديث الصحيح: «يخلص المؤمنون من النار


(١) في (ب): وكذا.
(٢) رواه البخاري (٧٧٣ - ٦٢٠٤) ومسلم (١٨٢) عن أبي هريرة.
(٣) سقطت من (ب).
(٤) من (ب) وليست في (أ).
(٥) في (ب): قال.

<<  <  ج: ص:  >  >>