للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلنشرع في ما بقي علينا من ذلك فنقول (١):

الوجه الخامس من الوجوه المتقدمة:

تتبع الآية وتفهمها على جهة الإنصاف وعدم الغلو من غير اعتبار بقولة (٢) قائل، وإذا نحن فعلنا ذلك تبين به أن قول ابن حزم (٣) لا يصح.

فإن سياق الآية يبطل أن تكون في حق المذنبين، لأن النار ليست لهم بمستقر ودخولهم إياها دخول استيفاز في (ق.٣٣.ب) الجملة، وإن جاز أن يكونوا فيها مدة.

ولهذا فرق النبي - عليه السلام - بينهم وبين أصحاب النار المستوطنين فيها بقوله: «أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم أو قال: بخطاياهم فأماتهم الله فيها إماتة». الحديث. (٤)

ألا ترى قوله الذين هم أهلها (كيف ساقه - عليه السلام -) (٥) على وجه التعريف بأن أهل النار الذين بدأ بذكرهم هم المستوجبون لها المخلدون فيها، ليفرق


(١) ليست في (ب).
(٢) في (ب): بقول.
(٣) في (ب): أن ذلك القول.
(٤) رواه مسلم (١٨٥) وابن ماجه (٤٣٠٩) وأحمد (٣/ ١١ - ٢٠ - ٢٥ - ٧٨) وابن حبان (١٨٤ - ٧٣٧٩ - ٧٤٨٥) والحاكم (٤/ ٦٢٧) وأبو عوانة (٤٥٦) وأبو يعلى (٢/ ٣٤٨ - ٤٤٥ - ٥١٨) عن أبي سعيد.
(٥) ما بين القوسين كتب في هامش (أ)، وسقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>