للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوم القيامة (ليتعجل لهم الحساب) (١)، وهي التي يتدافعها الأنبياء صلوات الله عليهم حتى تصل إلى نبينا - عليه السلام -، وهي المقام المحمود على الحقيقة.

والشفاعة الصغرى هي التي ذكرها جابر: من خروج المؤمنين من النار ودخولهم الجنة.

وانظر إلى أولئك التابعين كيف عصمهم الله تعالى وصرفهم عن ذلك الرأي المذموم بما ذكر لهم جابر عن النبي - عليه السلام - من خروج من يخرج من النار ودخولهم الجنة، فلم يخرج منهم على الناس غير رجل واحد.

فقد تقرر بما ذكرناه أن النبي - عليه السلام - (هو الذي) (٢) بين وأوضح أن من أهل الكبائر من يدخل النار ثم يخرجون منها بالشفاعة ولكن لم ينقل عنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من أين يأخذ هذا الصنف كتابه هل بيمينه أم لا، فلنطلب الدليل على ذلك حتى يثلج صدرنا به.

وإذا أبطلنا على ابن حزم قوله في الآية التي كنا بصددها تعين أن أهل الكبائر إنما يأخذون كتبهم بأيمانهم ضرورة، إذ لا يأخذ كتابه بشماله إلا من هو كافر لقوله تعالى إخبارا عن من يأخذه (كذلك) (٣): {إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ} [الحاقة: ٣٣].


(١) ما بين القوسين سقط من (أ)، وذكر في الهامش لكنه غير ظاهر في نسختي، وأتبته من (ب).
(٢) من (ب)، وفي (أ) كتبت في الهامش، ولا تظهر في النسخة التي وقفت عليها.
(٣) من (ب)، ومن إخبارا إلى هنا كتب في هامش (أ)، إلا "كذلك" فمبتورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>