للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنهار الجنة فيغتسلون فيه فيخرجون كأنهم القراطيس، فرجعنا قلنا: ويحكم أترون الشيخ يكذب على رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فرجعنا، فلا والله ما خرج منا غير رجل واحد.

ألا ترى إلى هذه العصابة من التابعين كيف كانوا يرون رأي الخوارج في تكفير الناس بالذنوب حتى هموا بالخروج عليهم ليقاتلوهم ويقتلوهم، ولذلك احتجوا على جابر بالآيات التي نزلت في أهل النار، إذ اعتقدوا أن كل من يدخل النار لا يخرج منها أبدا، فقادهم ذلك إلى أن العاصي يخلد في (ق.٣٣.أ) النار، لأنهم لم يجدوا في القرآن النص (١) على من يدخل الجنة بعد خروجه من النار.

وانظر إلى الصاحب كيف لجأ في ذلك إلى ما سمعه من رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولم يقل لهم: كيف تنكرون هذا وهو (٢) في القرآن؟.

وغاية ما استدل جابر في ذلك بذكر المقام المحمود في الجملة، وتأوله على شفاعة النبي - عليه السلام - في إخراجه من يخرج من النار.

وهذه الشفاعة يتضمنها المقام المحمود، لأنه يحتوي على الشفاعة الكبرى والشفاعة الصغرى (٣)، فالشفاعة الكبرى هي إراحة الناس من هول الوقوف


(١) في (ب) تقديم وتأخير.
(٢) من (ب)، وفي (أ) كتبت في الهامش، ولا تظهر في النسخة التي وقفت عليها.
(٣) الشفاعة عند أهل العلم ستة أنواع، استوعبتها بأدلتها في كتابي العقيدة الميسرة، وهي باختصار:
- الشفاعة العظمى.
- الشفاعة في استفتاح باب الجنة.
- الشفاعة في تخفيف العذاب عمن يستحقه. ... =
= - الشفاعة في رفع درجات أقوام في الجنة.
- الشفاعة في دخول الجنة بلا حساب.
- الشفاعة لأهل الكبائر ليخرجوا من النار.

<<  <  ج: ص:  >  >>