للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكرهم في غير ما حديث من أحاديث الشفاعة، ورويت تلك الأحاديث من غير ما وجه بأسانيد مختلفة وطرق كثيرة، وقد قبل ذلك أهل الإسلام قبولا تاما حتى لا يتطرق إليهم الشك فيه (١).

ومما يدل على ما قلناه في هذا:

الوجه الرابع: ما خرجه مسلم في صحيحه (٢) عن يزيد الفقير قال: كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد أن نحج ثم نخرج على الناس، قال: فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم -جالسا إلى سارية- عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: وإذا هو قد ذكر الجهنميين، قال: فقلت له: يا صاحب رسول الله ما هذا الذي تحدثون؟ والله يقول: {إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} [آل عمران: ١٩٢]، و {كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا} [الحج: ٢٢] فما هذا الذي تقولون؟ قال: فقال: أتقرأ القرآن؟ قلت: نعم، قال: فهل سمعت بمقام محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، يعني الذي يبعثه الله فيه قال: قلت: نعم، قال: فإنه مقام محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المحمود، الذي يخرج الله به من يخرج.

قال: ثم نعت وضع الصراط ومر الناس عليه، قال: وأخاف ألا أكون أحفظ ذلك، قال: غير أنه قد زعم أن قوما يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها، قال: يعني فيخرجون منها (٣) كأنهم عيدان السماسم فيدخلون نهرا من


(١) في (ب): في ذلك.
(٢) صحيح مسلم (١/ ١٧٩ - رقم ١٩١).
(٣) من (ب) وليست في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>