للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجبريائي لأخرجن من قال لا إله إلا الله.

هذا نص (ق.٤٤.ب) الحديث، ولم يقل فيه: إيذن لي فيمن قال لا إله إلا الله من أمتي.

فيمكن أن يكون النبي - عليه السلام - لما فرغ من أمته ولم يبق في النار منهم أحد لقوله في وصف من يخرج في الثالثة: من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان، إذ أقل من هذا المقدار يعسر إدراكه، سأل - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يشفع فيمن قال لا إله إلا الله على الإطلاق من سائر الأمم، فقيل له ليس ذلك إليك.

معناه إنك أخذت حظك من الشفاعة واستوفيت نصيبك بأن أخرجت كل من هو مؤمن من أمتك فغيرهم لم يجعل إليك النظر في أمرهم.

ولعل هذا المعنى هو الذي حمل أنس بن مالك آخرا على أن لم يحدث بآخر الحديث الذي هو هذه الحالة الرابعة، وحدثهم بالأحوال الثلاث التي هي في حق هذه الأمة.

ويؤيد هذا التأويل قول النبي - عليه السلام - في حديث أنس من رواية قتادة عنه: «يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن»، أي: وجب عليه الخلود، هكذا في صحيح مسلم (١).


(١) رواه البخاري (٦١٩٧) ومسلم (١٩٣) عن قتادة عن أنس, وعندهما أن الزيادة من قول قتادة.
ورواه البخاري (٧٠٠٢) ومسلم (١٩٣) في مكان آخر وابن حبان (٦٤٦٤) عن قتادة عن أنس مدرجا.

<<  <  ج: ص:  >  >>