للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآيات بجملتها.

وهؤلاء الأمم المأمورون بالدخول لا يخلو حالهم من أمرين:

أحدهما: أن يكونوا مرتبين في دخولهم النار على حسب ترتيب وجودهم في الدنيا فإن الأمم المكذبة بالرسل المستكبرة عن آيات الله إنما هي في الغالب أمة بعد أمة ويكون على هذا المعنى قول أخراهم لأولاهم: {رَبَّنَا هَؤُلاء أَضَلُّونَا َ} [الأعراف: ٣٨]، أي أضلونا بتكذيبهم لرسلهم فسلكنا سبيلهم واقتدينا بهم فسموا ذلك إضلالا لما كانوا (١) أولئك سببه في الجملة.

والثاني: أن يكون الداخلون في النار أمة أوأمما كانوا في زمن واحد فدخلوا زمرا زمرا بحسب ترتيبهم في الحساب وفراغهم من الموازنة.

ويكون قولهم: {رَبَّنَا هَؤُلاء أَضَلُّونَا َ} [الأعراف: ٣٨] يقوله (٢) ضعفاؤهم للذين استكبروا منهم، كما قال في آية أخرى: {يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ} [سبأ: ٣١].

وإذا كان ذلك منزلا على الكفار على أي تأويل كان فكيف يحتج به الحميدي على تقديم دخول الكثير الشر من المؤمنين النار على القليل الشر منهم، وهما جميعا يخرجان منها ولا يخلدان فيها، والكفار لا يخرجون من النار بل هم مخلدون فيها على الدوام والاستمرار أبد الآباد.


(١) كذا في النسختين، وعليها علامة التصحيح في (أ).
(٢) في (ب): بقوله، وهو تصحيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>