للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونعني بما ذكرناه نفس الإيمان (١) ونفس الكفر لا الأعمال الصادرة عنهما من الخير والشر، فإن ذلك سيأتي ذكره.

الأمر الثاني: أهل الأعراف، وقد صح أنهم الذين استوت حسناتهم وسيئاتهم. (٢)

فلو كان الإيمان يوزن (٣) لم يصح (٤) وجود هذا القسم، لأن الإيمان عندهم فكانت ترجح به حسناتهم (ق.٥٩.أ) ضرورة، إذ لو وزن الإيمان بما عسى أن يكون من السيئات لرجح بها ولا بد، (٥) لأن تلك السيئات وإن عظمت لا توازي حسنة الإيمان أصلا.

الأمر الثالث: وهو قوي جدا: وجود القسم الذي رجحت سيئاتهم فدخلوا النار حتى يقتص منهم، فإن الإيمان لو كان يوزن لم يوجد في المؤمنين


(١) هذا أصل الوهم عند المؤلف، وقد قدمنا أن الإيمان عند أهل السنة اعتقاد، وهو الذي عبر عنه المصنف بنفس الإيمان، وقول وعمل.
(٢) وهو اختيار ابن مسعود وحذيفة وابن عباس والشعبي والضحاك وسعيد بن جبير كما في تفسير القرطبي (٧/ ٢١١) وابن جرير وابن كثير (٢/ ٢١٦) والدر المنثور (٣/ ٤٦٣ - فما بعد).
وقد جاء في ذلك حديث مرفوع, لكنه ضعيف، خرجه ابن مردويه وغيره, راجع له تفسير ابن كثير (٢/ ٢١٧ - ٢١٨) والدر المنثور (٣/ ٤٦٤ - ٤٦٥) والضعيفة (٢٧٩١).
(٣) في (ب): يوجد، وهو خطأ.
(٤) في (ب): لما صح.
(٥) ما ذكره المصنف هنا فيه نظر كما قدمنا, فالإيمان عند أهل السنة: اعتقاد وقول وعمل, ولهذا يصح وزنه مع السيئات, والمؤمن الذي ترجح حسناته على سيئاته مؤمن, ولا مرجح لوزنه إلا زيادة إيمانه, فصح أن الإيمان يوزن, وأنه قد يرجح بالسيئات وقد ترجح به.

<<  <  ج: ص:  >  >>