للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنهم من يعذب إلى ركبتيه، ومنهم من يعذب إلى وسطه، ومنهم من يعذب إلى صدره، ومنهم من يعذب إلى ترقوته ولا تجاوز النار تراقيهم لقول رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لا تحرق النار وجوه أمتي» (١).

ومن ذلك ما ذكره مكي بن أبي طالب في الهداية عند ذكر الأعراف، فإنه نقل هنالك عن ابن مسعود (٢) أنه قال: من كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة، ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار، ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط.

ومن ذلك ما نقله (أبو حامد في آخر كتاب الإحياء (٣)) (٤) عن جابر ابن عبد الله أنه قال: من زادت حسناته على سيئاته فذلك الذي يدخل الجنة بغير حساب، ومن استوت حسناته وسيئاته فذلك الذي يحاسب حسابا يسيرا ثم يدخل الجنة، وإنما شفاعة رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لمن أوبق نفسه وأثقل ظهره.


(١) بمعناه حديث جابر مرفوعا: «إن قوما يخرجون من النار يحترقون فيها إلا دارات وجوههم حتى يدخلون الجنة». رواه مسلم (١٩١) وأحمد (٣/ ٣٥٥).
ويشهد له حديث تحريم أكل النار آثار السجود. خرجه البخاري (٧٠٠٠) ومسلم (١٨٢) وغيرهما.
(٢) رواه ابن جرير (٥/ ٤٩٩).
(٣) الإحياء (٤/ ٥٧٩).
(٤) في (ب) مكان ما بين القوسين: بعض من تكلم في الرقائق.

<<  <  ج: ص:  >  >>