للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي» (١).

وإذا وصلنا إلى غرضنا في الرد على ذلك المتكلم فيما قاله، وكنا قد عثرنا بعد فراغنا من ذلك (٢) على آثار مروية عن الصحابة بمثل ما قلناه.

فلنذكر تلك الآثار في هذا الموضع (ليقع الأنس بها عند من يقف عليها ويعلم أن) (٣) (ق.٦٧.ب) لنا في مذهبنا هذا الذي ذهبنا إليه سلفا من الصحابة، والحمد لله الذي وفقنا لموافقتهم قبل أن نقف على أقوالهم.

فمن ذلك ما ذكره وثيمة بن موسى (٤)

في كتابه عن أبي هريرة من حديث طويل قال فيه: إن الله تعالى إذا قضى بين خلقه فمن زادت حسناته على سيئاته دخل الجنة، ومن استوت حسناته وسيئاته حبسه الله على الصراط أربعين سنة ثم أدخل الجنة، ومن زادت سيئاته على حسناته أدخل النار في باب أهل التوحيد فيعذبون فيه على قدر ذنوبهم، فمنهم من يعذب إلى كعبيه،


(١) يأتي تخريجه بعد قليل.
(٢) في (ب): من التكلم معه.
(٣) في (أ) بياض، وفي آخرها: قف عليها أن، وما أثبته من (ب).
(٤) وثيمة بن موسى المصري، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٩/ ٥٢): كتب إلي أحمد بن إبراهيم عن وثيمة عن سلمة بأحاديث موضوعة.
وقال العقيلي في الضعفاء (٤/ ٣٣٢): صاحب أغاليط.
وخالفهما مسلمة بن القاسم قال: لا بأس به.
لكن مسلمة لا يعتمد، فهو ليس بثقة، كما في السير (١٦/ ١١٠).

وقال المعلمي في التنكيل (١/ ٤٤٤): وأما مسلمة بن قاسم فقد جعل الله لكل شيء قدرا، حده أن يقبل منه توثيق من لم يجرحه من هو أجل منه ونحو ذلك، فأما أن يعارض بقوله نصوص جمهور الأئمة فهذا لا يقوله عاقل.

<<  <  ج: ص:  >  >>