للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما على الموازنة الأخرى التي هي الموازنة بالصنجة فيتبين الفرق بينها وبين الموازنة الأولى بما نقوله:

وذلك أن من جنس الحسنات حسنة واحدة تربي على حسنات كثيرة في القبول كما قال - عليه السلام -: «سبق درهم مائة ألف» (١).

وإذا كانت مثل هذه الحسنة تربي على حسنات كثيرة، فكذلك قد تكون حسنة تربي على سيئات كثيرة، بأن تكون أرجح من تلك السيئات في الميزان، ففي الحديث: (ق.٧١.أ) «إن الصدقة تقع في كف الرحمن فلا يزال يربيها كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى تكون مثل الجبل» (٢).

ألا ترى إلى هذه الصدقة كيف تصير قدر الجبل في العظم، وإذا كانت كذلك فكم ينحط لأجلها من عدة سيئات عند الموازنة.


(١) رواه النسائي (٢٥٢٨) وابن خزيمة (٢٤٤٣) وابن حبان (٣٣٤٧) والحاكم (١٥١٩)، وصححه، والبيهقي (٤/ ١٨١) من طريق صفوان بن عيسى ثنا ابن عجلان عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة، وهذا سند صحيح.
ورواه النسائي (٢٥٢٨) من طريق الليث عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد والقعقاع عن أبي هريرة.
(٢) رواه البخاري (١٣٤٤ - ٦٩٩٣) ومسلم (١٠١٤) والنسائي (٢٥٢٥) والترمذي (٦٦١) وابن ماجه (١٨٤٢) وأحمد (٢/ ٣٣١ - ٣٨١ - ٤١٨ - ٤١٩ - وغيرها) والدارمي (١٦٢٧) وابن خزيمة (٢٤٢٥) وابن حبان (٢٧٠ - ٣٣١٦) والبيهقي (٤/ ١٧٦ - ١٩٠ - ١٩١) وابن أبي شيبة (٣/ ٥) والطبراني في الأوسط (١/ ٢١٧) وابن أبي عاصم في السنة (١/ ٢٧٧) واللالكائي في السنة (٣/ ٤١٩) وغيرهم عن أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>