للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهكذا نقول في السيئات أيضا فإن منها ما يستحقره العبد ويكون عظيما عند الله تعالى كما قال: {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور: ١٥].

وإذا كان الذنب عظيما عند الله فيوشك أن يرجح على حسنات دونه (١) في العظم، فقد جاء في الحديث: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله فيكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه» (٢).

وفي لفظ آخر: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة يهوي بها في نار جهنم سبعين خريفا» (٣).


(١) في (ب): ذنوبه، وهو خطأ.
(٢) رواه الترمذي (٢٣١٩) وابن ماجه (٢/ ١٣١٢) وأحمد (٣/ ٤٦٩) وابن حبان (٢٨١ - ٢٨٧) والحاكم (١/ ١٠٦ - ١٠٧) والبيهقي (٨/ ١٦٥) والطبراني في الكبير (١/ ٣٦٧ - ٣٦٨) من طريق محمد بن عمرو بن علقمة عن أبيه عن جده عن بلال بنحو اللفظ الذي ساقه المصنف.
هكذا رواه سفيان الثوري وأبو معاوية وإسماعيل بن جعفر وعبد العزيز الدراوردي ويزيد بن هارون ومحمد بن بشر العبدي وغيرهم.
وخالفهم مالك (١٨٤٨) فرواه عن محمد بن عمرو عن أبيه عن بلال.
وذكر ابن عبد البر في التمهيد (١٣/ ٤٩) أنه تابعه الليث وابن لهيعة.
ورواية الجماعة أولى. وهو الذي رجحه ابن عبد البر.
(٣) رواه الترمذي (٢٣١٤) وابن ماجه (٢/ ١٣١٣) وأحمد (٢/ ٢٣٦ - ٢٩٧) والحاكم (٨٧٦٩) وابن حبان (٥٧٠٦ - وما بعدها) عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة. ... =
= ورواه البخاري (٦١١٣) وغيره عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: «يهوي بها في جهنم».
وروى البخاري (٦١١٢) ومسلم (٢٩٨٨) عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: «إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها .. يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب». هذا لفظ مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>