للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجنة يرشون عليهم الماء حتى ينبتوا نبات الشيء في السيل ويذهب حراقه، ثم يَسأل حتى يجعل (١) له الدنيا وعشرة أمثالها معها».

وهذا النص لم يذكره الحميدي، ولو ذكره لم يكن له فيه حجة من وجهين:

أحدهما: إن حديث جابر هذا موقوف، وهو في صحيح مسلم، وليس في أحاديثه المرفوعة هذا المعنى الذي ذكرناه هاهنا (٢).

والوجه الثاني: إن قوله: «ثم يسأل حتى يجعل (٣) له الدنيا وعشرة أمثالها معها»، إنما يرجع إلى لفظ "من" في قوله: «حتى يخرج من النار من قال لا إله إلا الله».

فإن كان المقصود به واحدا فهو مثل ما في حديث أبي سعيد سواء سواء.

وإن كان يرجع على المعنى فيعود على الجماعة كما قال: «فينبتوا»، فهو يعود على طائفة واحدة، وهي من قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة.

والحميدي إنما قال ذلك عن أربع طوائف: اثنتان منها لم تدخلا النار بوجه، وإعطاء عشرة أمثال الدنيا إنما جاء في الحديث لمن خرج من النار سواء كان واحدا أو أكثر، فمن يقول إن من لم يدخل النار يكون ثوابه كثواب من دخل النار فهو متحكم.


(١) في (ب): تجعل، وكذا في صحيح مسلم.
(٢) لكنه لا يقال من قبل الرأي، فهو مرفوع حكما.
(٣) في (ب): تجعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>