للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد جاء في الحديث أن رجلا قال: «يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر، أيكفر الله عني من خطاياي؟ فقال: نعم، (ق.٧٤.أ) ثم ناداه فقال له: إلا الدين، كذلك قال لي جبريل» (١).

وليس الدين عندنا مقصورا على الدينار والدرهم (٢)، بل هو واقع على مظالم العباد بجملتها، فهي لا يكفرها إلا الخروج عنها في الدنيا باستحلال (٣) أهلها منها أو تقع المقاصة بها في الآخرة، إلا أن يرضي الله المظلوم من ظلامته عن من يشاء من عباده، (كما مضى في حديث المتخاصمين قبل) (٤).

وهذه الطبقة المتقدمة هي الطبقة العالية، فإن في صفة أهلها: من أدى جميع الفرائض، ومن أدى جميع الفرائض فقد أطاع بتأدية ما عليه من الواجبات، ثم إنه تطوع بخير كثير.

وهذا التطوع يجبر له منه ما قصر فيه من الواجبات بأن يؤديها على صفة الغفلة والسهو والذهول، هذا فيمن يتجه ذلك منه، ومن ترقى عن هذا المقام كان التطوع له زيادة درجات في الجنة، ثم إنه اجتنب جميع الكبائر وقلل من جميع السيئات، والسيئات هاهنا هي الصغائر بدليل ذكر الكبائر قبلها،


(١) رواه مسلم (١٨٨٥) والنسائي (٣١٥٦ - ٣١٥٧) والترمذي (١٧١٢) وأحمد (٥/ ٣٠٣) ومالك (١٠٠٣) وابن حبان (٤٦٥٤) والدارمي (٢٣٢٣) وأبو عوانة (٧٣٦٠) والبيهقي (٥/ ٣٥٥) - (٩/ ٢٥) وابن أبي شيبة (٤/ ٥٧٤) عن أبي قتادة.
وفي الباب عن أنس وأبي هريرة.
(٢) في (ب): الدنانير والدراهم.
(٣) في (ب): واستحلال.
(٤) سقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>