- فإن كان مؤمنا حشر مع المؤمنين، وكان مطلوبا في حين إيمانه ولزوم التكليف له قبل الجنون بما يطلب به سائر المؤمنين من امتثال الأوامر واجتناب النواهي، ويتبع ذلك الطلب في الآخرة بما يطلب به سائر المؤمنين أيضا من الحساب والقصاص والموازنة ثم يكون مآله في (١) الجنة.
- وإن كان كافرا حشر مع الكفار، وكان مطلوبا في حال كفره ولزوم التكليف له قبل الجنون بما يطلب به سائر الكفار ويتبع ذلك العقوبة والتخليد في النار، لأن الجنون إنما نزل به بعد أن كان بالغا كافرا، فإذا سقط عنه الإثم في حال الجنون بارتفاع القلم عنه بقي عليه الإثم الذي لزمه من الكفر قبل الجنون، فكان مطلوبا به، وكان حكمه حكم الكفار.
إذ لا فرق بعد لزوم التكليف له بين أن يخترم بالمنية، أو يطرأ عليه الجنون المطبق الذي لا يفيق منه مدة حياته.
وهكذا (ق.٨١.أ) القول في المجانين الذين يصحون في بعض الأوقات من البالغين، فإنهم إن كانوا في حال صحوهم مؤمنين فهم مؤمنون، وإن كانوا كفارا فهم كفار، ودخولهم الجنة أو النار تابع لحكم الإيمان والكفر.