للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا الحديث ذكره أبو عمر بن عبد البر في التمهيد (١)، وقال: من الناس من يوقفه على أبي سعيد ولا يرفعه، وذكر من طريق فيه لين عن أنس ابن مالك قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «يؤتى يوم القيامة بأربعة: بالمولود وبالمعتوه وبمن مات في الفترة وبالشيخ الفاني الهرم (٢) كلهم يتكلم بحجته، فيقول الرب تبارك وتعالى لعين من جهنم: ابرزي، ويقول لهم: إني كنت أبعث إلى عبادي رسلا من أنفسهم وإني رسول نفسي إليكم، قال فيقول لهم: ادخلوا هذه. فيقول من كتب عليه الشقاء: يا رب أنَّى ندخلها ومنها كنا نفر. قال: وأما من كتب له السعادة فيمضي فيقتحم فيها. فيقول الرب تبارك وتعالى: قد عاينتموني فعصيتموني، وأنتم لرسلي أشد تكذيبا ومعصية، فيدخل هؤلاء الجنة وهؤلاء النار».

وذكر أبو عمر نحو ذلك من حديث معاذ بن جبل، ولم يذكر حديث الأسود بن سريع، لكنه قال (٣): قد روي هذا المعنى عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من حديث الأسود بن سريع (٤) وأبي هريرة وثوبان بأسانيد صالحة من أسانيد الشيوخ، وليس في شيء منها ذكر المولود، وإنما فيها ذكر أربعة كلهم يوم القيامة يدلي بحجته (٥): رجل أصم أبكم ورجل أحمق ورجل مات في الفترة ورجل هرم.


(١) (١٨/ ١٢٨) بنحوه.
(٢) في النسختين: الهم، والمثبت من التمهيد.
(٣) (١٨/ ١٣٠).
(٤) زاد هنا في (ب): لا، وهو خطأ.
(٥) في (ب) زيادة: "أربعة"، وهو تكرار.

<<  <  ج: ص:  >  >>