للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حنانيك إن الجن كانت رجاءهم ... وأنت إلهي ربنا ورجائيا

رضيت بك اللهم ربا فلن أرى ... أدين إلها غيرك الله ثانيا

فرب العباد ألق سيبا ورحمة ... علي وبارك في بني وماليا

وقد اختصرنا شعر زيد هذا والذي قبله، وإنما سقناهما لكون كل واحد منهما يدل على توحيده. (ق.٨٤.ب)

قال ابن إسحاق (١): وكان الخطاب بن نفيل عم زيد وأخاه لأمه فعاتبه على فراق دين قومه، وآذاه حتى أخرجه إلى أعلى مكة، فنزل حراء مقابل الكعبة ووكل به الخطاب شبابا من شباب قريش وسفهاء من سفهائهم، فقال لهم: لا تتركوه يدخل مكة، فكان لا يدخلها إلا سرا منهم فإذا علموا بذلك آذنوا به الخطاب فأخرجوه وآذوه كراهية أن يفسد عليهم دينهم وأن يتابعه أحد منهم على فراقه.

قال: ثم خرج زيد يطلب دين إبراهيم ويسأل الرهبان والأحبار حتى بلغ الموصل والجزيرة كلها، ثم أقبل فجال الشام كلها حتى انتهى إلى راهب بميفعة من أرض البلقاء كان ينتهي إليه علم النصرانية فيما يزعمون، فسأله عن الحنيفية دين إبراهيم فقال: إنك لتطلب دينا ما أنت بواجد من يحملك عليه اليوم، ولكن قد أظلك زمان نبي يخرج من بلادك التي خرجت منها، يبعث بدين إبراهيم الحنيفية، فالحَق بها، فإنه مبعوث الآن هذا زمانه، وقد كان شام اليهودية والنصرانية فلم يرض شيئا منهما، فخرج سريعا حين قال له ذلك الراهب ما قال يريد مكة، حتى إذا توسط بلاد لخم عدوا عليه فقتلوه.


(١) السيرة النبوية (١/ ١٤٤) بأطول مما نقل المصنف هنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>