للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر (١) عن وهب بن منبه أن فيميون كان من بقايا أهل دين عيسى ابن مريم - عليه السلام -، وكان رجلا صالحا مجتهدا زاهدا في الدنيا مجاب الدعوة وكان سائحا ينزل القرى، لا يعرف بقرية إلا خرج منها إلى قرية لا يعرف بها، وكان لا يأكل إلا من كسب يده وكان بناءا يعمل الطين، وكان يعظم الآحاد، إذا كان يوم الأحد لم يعمل فيه شيئا، وخرج إلى فلاة من الأرض فصلى فيها حتى يمسي.

وذكر قصة طويلة في حصوله بنجران، وأنه وجدهم على دين العرب يعبدون نخلة طويلة بين أظهرهم وقال لهم فيميون: إنما أنتم في باطل، هذه النخلة لا تضر ولا تنفع، ولو دعوت عليها إلاهي الذي أعبد لأهلكها، وهو الله وحده (٢) لا شريك له، وذكر أنه لما دعا عليها أرسل الله عليها ريحا فجعفتها من أصلها فألقتها، فاتبعه عند ذلك أهل نجران على دينه فحملهم على الشريعة من دين عيسى بن مريم (ق.٨٦.ب) - عليه السلام -، ثم دخلت عليهم الأحداث التي دخلت على أهل دينهم بكل أرض، فمن هنالك كانت النصرانية بنجران في أرض العرب.

وذكر ابن إسحاق طريقا آخر في قصة أهل نجران، وقال في آخر ذلك (٣):

واستجمع أهل نجران على دين عبد الله بن الثامر، وكان على ما جاء به عيسى من الإنجيل وحكمه.


(١) السيرة النبوية (١/ ٢٣).
(٢) في (ب): لوحده.
(٣) السيرة النبوية (١/ ٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>