للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشام فأمره بالرجوع به إلى مكة سريعا وقال له: احذر عليه اليهود، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم (١).

وإنما احتجنا إلى نسبة هؤلاء إلى قبائلهم (٢) مع ذكر قصة أبي كرب وقصة أهل نجران لكونهم من العرب، وذكر النجاشي وأصحابه لكونهم من الحبشة، وكلا الصنفين من أهل الفترة إذ ليسوا من بني إسرائيل المتوجه إليهم خطاب موسى وعيسى عليهما السلام.

وإذا تقرر هذا فنقول: كل من دخل من أهل الفترة في شريعة من الشرائع من قِبل نفسه فقد لزمته وصار من أهلها، وإن لم يكن مخاطبا بها قبل ذلك، وإذا لزمته فيحشر مع أهل تلك الشريعة ويسعه ما يسعهم من الثواب والعقاب.

والدليل على ذلك قصة أصحاب الأخدود من أهل نجران إذ كانوا من العرب، وأخبر الله عنهم بأنهم مؤمنون، وأخبر عن وفدهم أو وفد الحبشة من أصحاب النجاشي بأنهم {إِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ


(١) رواه الترمذي (٣٦٢٠) والحاكم (٤٢٢٩) والبزار (٣٠٩٦) وابن أبي شيبة (٧/ ٤٣٠ - ٨/ ٤٣٥) والخطيب في التاريخ (١٠/ ٢٥٢) وأبو نعيم في الدلائل (١/ ٥٣) والبيهقي في الدلائل (١/ ٣٠٨ - ٣٠٩) وغيرهم من طريق عبد الرحمان بن غزوان حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبي موسى به.
وفي سنده عبد الرحمان بن غزوان، وهو ثقة له مناكير.
وصحح الحديث جماعة من الحفاظ، وتكلم فيه بعضهم، راجع لزيادة الفائدة: دفاع عن الحديث النبوي للألباني (٦٢).
(٢) في (ب): لقبائلهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>