للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهكذا (١) حكم من قامت عليه الحجة بتقرير هذه الشريعة إذا لم يؤمن بها فهو من أهل النار، كهرقل، إذ أرسل النبي - عليه السلام - إليه كتابه يدعوه إلى الإسلام فظهر منه إنابة إليه على ما اقتضاه الحديث المروي عن أبي سفيان في الصحيحين (٢)، وليس فيه تصريح بإسلامه، فإن كان لم يؤمن بهذه الشريعة في الباطن فهو من أهل النار وكذلك غيره من الكفار.

هذا حكمه بعد ظهور الشريعة إلى يوم القيامة بشرط بلوغ الدعوة له، قال صلى الله عليه (٣): «والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بما أرسلت به إلا كان من أهل النار». (٤)

وقد ظهر بما قلناه الحكم في ورقة وعبيد الله بن جحش، وتقدم ذكر زيد بن عمرو بن نفيل في القسم الأول، وبقي من الأربعة المذكورين قبل هذا (٥) عثمان بن الحويرث، وليس عندنا من حديثه إلا ما قال ابن إسحاق (٦)


(١) في (ب): وهذا.
(٢) رواه البخاري (١/ رقم: ٧) ومسلم (٣/رقم: ١٧٧٣) عن ابن عباس.
(٣) في (ب): - عليه السلام -.
(٤) رواه مسلم (١٥٣) وأحمد (٢/ ٣١٧ - ٣٥٠) وأبو عوانة (١/ ٩٧) عن أبي هريرة.
ورواه الطيالسي (٥٠٩) ومن طريقه البزار (٣٠٥٠) ثنا شعبة عن أبي بشر قال سمعت سعيد بن جبير يحدث عن أبي موسى.
وسنده صحيح، إن كان سعيد سمع من أبي موسى، فقد شكك البزار في ذلك.
وله شاهد عن ابن عباس عند الحاكم (٢/ ٣٧٢) وصححه على شرطهما.
(٥) من (ب)، وفي (أ) كتبت في الهامش، ولا تظهر في نسختي.
(٦) السيرة النبوية (١/ ١٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>