للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وورقة على النصرانية مات، فإنه لم يدرك بعث النبي - عليه السلام - فيؤمن به، وإنما مات أول ما رأى النبي - عليه السلام - الملَك وكلمه، وقال لخديجة: «زملوني زملوني، فقال له ورقة إذ ذاك: هذا الناموس الأكبر الذي نزل الله على موسى وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا» (١).

وفي هذا الحديث: «ثم لم ينشَب ورقة أن توفي وفتر الوحي».

وقولنا فيمن لزمته شريعة التزمها: إنه يحشر مع أهل تلك الشريعة ويكون له حكمهم في الثواب والعقاب، إنما عنينا بذلك من مات في الفترة مثل ورقة ومن جرى مجراه.

وأما من لحق الإسلام منهم فأسلم ومات على الإسلام فهو من أهل ملة محمد - عليه السلام - مثل النجاشي رحمه الله، كما أن من أسلم منهم ثم ارتد عن الإسلام إلى النصرانية ومات عليها، كعبيد الله بن جحش بن رياب، فهو مخلد في النار، لتركه الدين الحنيفي الناسخ لجميع الأديان ورجوعه إلى دين منسوخ بهذه الملة.

فلو مات عبيد الله بن جحش على النصرانية قبل ظهور الشريعة، لكان حكمه حكم ورقة في إيمانه بشريعة غير منسوخة، وموته عليها، قبل ظهور الناسخ لها.


(١) هو حديث بدء الوحي وقد تقدم قريبا.

<<  <  ج: ص:  >  >>