للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وذكر مصعب الزبيري حديث أبي هريرة هذا دون إسناد، ثم قال (١): وما قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هو الحق، إن كان قاله.

وهذا الذي حكاه عن مصعب هو الذي ينبغي أن يعتمد عليه في نسب خزاعة، فقد صح عن النبي - عليه السلام - ذلك على ما تقدم.

ونرجع إلى ما كنا بسبيله، فنقول:

لما ذكر ابن إسحاق حديث أبي هريرة الذي تقدم أولا، أردف عليه ابن هشام ما يؤكد معناه فقال (٢): حدثني بعض أهل العلم أن عمرو بن لحي خرج من مكة إلى الشام في بعض أموره، فلما قدم مئاب من أرض البلقاء وبها يومئذ العماليق وهم ولد عملاق، ويقال عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح، رآهم يعبدون الأصنام فقال لهم: ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون؟ فقالوا له: هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا، فقال لهم: أفلا تعطونني منها صنما فأسير (٣) به إلى أرض العرب فيعبدونه؟ فأعطوه صنما يقال له هبل، فقدم به مكة، فنصبه وأمر الناس بعبادته (ق.٨٩.أ) وتعظيمه.

وذكر المسعودي نحوا من هذا فإنه قال عند ذكر البيت في كتابه (٤): ثم نشأ عمرو بن لحي فساد قومه بمكة واستولى على أمر البيت، ثم سار إلى مدينة البلقاء من أعمال دمشق من أرض الشام، فرأى قوما يعبدون الأصنام فسألهم


(١) (١/ ٨٣).
(٢) (١/ ٥٣)، ونقله ابن كثير في البداية والنهاية (٢/ ١٨٧ - ١٨٨). وفي سنده مبهم، كما هو ظاهر.
(٣) في (ب): أسير.
(٤) مروج الذهب (٢/ ١٨٤) بنحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>