للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال شَجنَة بن خلف:

يا عمرو إنك قد أحدثت آلهة ... شتى بمكة حول البيت أنصابا

وكان للبيت رب واحد أبدا ... فقد جعلت له في الناس أربابا

لتعرفن فإن الله في مهل ... سيصطفي دونكم للبيت حجابا

وذكر وثيمة عن عثمان بن الساج عن محمد بن إسحاق ومحمد بن السائب الكلبي قالا: إن البئر التي كانت في جوف الكعبة يجتمع فيها ما كان يُهدى للكعبة، وكان فيها صنم يقال له هُبل من أعظم أصنام قريش، وهُبل هو الذي يقول له أبو سفيان يوم أحد: اعْلُ هُبَل (١)، أي اظهر (٢) دينك، فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «الله أعلى وأجل»، وكان قدم بهبل عمرو بن لحي من أرض الشام فنصبه على الخشب وأمر الناس بعبادته وتعظيمه. (ق.٨٩.ب)

قال: وقال محمد بن إسحاق (٣): بلغني أن إسافا ونائلة كانا في الكعبة ممسوخين من جرهم، وكانا فجرا في الكعبة فمُسخا حجرين، وهما إساف بن بَغي، ونايلة بنت ديك، وهما صنما قريش اللذان كانوا يعبدونهما، فأخرجهما عمرو بن لحي فنصب أحدهما مقابل الركن الأسود بينه وبين زمزم، ونصب الآخر إلى جانب البيت تجاه المقام لاصقا بالبيت.


(١) روى قصة أبي سفيان هذه عن البراء: البخاري (٢٨٧٤) - (٣٨١٧) وأحمد (٤/ ٢٩٣) وابن حبان (٤٧٣٨) وأبو عوانة (٦٨٤٦) وابن أبي شيبة (٨/ ٤٩١).
(٢) هكذا في (ب)، وفي (أ): ظهر.
(٣) السيرة النبوية (١/ ٥٦) بمعناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>