قال ابن إسحاق: وبلغني أن الطائف كان إذا طاف بالبيت يبدأ بإساف فيستلمه ويختم به.
قال: ونصب الخَلصة بأسفل مكة فكانوا يُلبسونها القلائد ويُهدون إليها الشعير والحنطة ويصبون عليها اللبن ويذبحون لها ويُعلقون عليها بيض النعام، ونصب على الصفا صنما يقال له نُهيد مُجاودُ الريح، ونصب على المروة صنما يقال له مُطعم الطير.
قال: وقال ابن إسحاق: ونصب عمرو بن لحي بمنى سبعة أصنام: صنما على الغدير الذي بين مسجد منى والجمرة الأولى على بعض الطريق، ونصب على الجمرة الأولى صنما وعلى الجمرة الوسطى صنما، ونصب على شفير الوادي فوق الجمرة العظمى صنما، وعلى الجمرة العظمى صنما، وقسَّم عليهم حصى الجمرات إحدى وعشرين حصاة، يُرمى كل وثن منها بثلاث حصيات ويقول للوثن حين يرمي: أنت أكبر من فلان، للصنم الذي رَمَى قبله.
قال ابن إسحاق: وبلغني أن عمرو بن لحي نصب مناة على ساحل البحر مما يلي قديرا التي كانت للأزد وغسان، يحجونها ويعظمونها إذا طافوا بالبيت وأفاضوا من عرفات، وفرغوا من منى لم يحلوا إلا عند مناة، وكانوا يهلون بها فمن أهل بمنى لم يطف بين الصفا والمروة لمكان الصنمين اللذين عليهما نهيد مجاود الريح ومطعم الطير، فكان هذا الحي من الأنصار يهلون بمناة، وكانوا إذا أهلوا بحج وعمرة لم يُظِل من أهل منهم سقف بيت حتى يفرغ من حجته أو عمرته.