للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

تقدم في كلام المسعودي أن عمرو بن لحي أكثر من نصب الأصنام حول الكعبة، ومضى في حديث وثيمة الذي ذكرناه آنفا أن أوثان العرب كانت مسندة إلى الكعبة (ق.٩١.أ)، وأنها ثلاث مائة وستون وثنا، لكل حي من العرب وثن.

وظاهر ذلك أن هذه الأوثان بقيت عند الكعبة حتى جاء الإسلام، إذ لا نعلم قبيلا من قبائل العرب أخذ منها وثنا وحمله إلى بلاده إلا ما في خبر وثيمة مما ذكره عن ظالم بن سعد.

فالغالب من الأمر أن العرب تركت تلك الأصنام حول الكعبة وأحدثت أصناما أخر في مواضعها.

ومن الدليل على ذلك أن النبي - عليه السلام - دخل يوم الفتح مكة وحول البيت هذا العدد المسمى، خرج البخاري (١) عن ابن مسعود أن النبي - عليه السلام - دخل يوم الفتح مكة وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب فجعل يطعنها


(١) رواه البخاري (٢٣٤٦ - ٤٠٣٦ - ٤٤٤٣) ومسلم (١٧٨١) والترمذي (٣١٣٨) وأحمد (١/ ٣٧٧) والحميدي (١/ ٤٦) والبيهقي (٦/ ١٠١) وأبو عوانة (٦٧٨٦) والطبراني في الكبير (١٠/ ١٩١ - ٢٢٢) وفي الأوسط (١/ ١٠٢) عن ابن مسعود.
وله شواهد، منها عن ابن عمر عند ابن حبان (٦٥٢٢) والطبراني في الأوسط (٨/ ٥١).
وعن جابر عند ابن أبي شيبة (٨/ ٥٣٤)، وفيه عنعنة أبي الزبير.

<<  <  ج: ص:  >  >>