بعود في يده ويقول: جاء الحق وزهق الباطل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد.
وذكر وثيمة عن محمد بن إسحاق قال: أخبرني عبد الله بن أبي بكر عن علي بن عبد الله بن عباس قال: لقد دخل رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مكة يوم الفتح وإن بها ثلاث مائة وستين صنما قد شدها إبليس بالرصاص، وكان بيد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قضيب فيقوم عليها ويقول:{جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً}[الإسراء: ٨١]، ثم يشير إليها بقضيب فتتساقط على ظهورها.
وذكر ابن هشام في السير (١) عن ابن عباس قال: دخل رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مكة يوم الفتح على راحلته، فطاف عليها وحول البيت أصنام مشددة بالرصاص فجعل النبي - عليه السلام - يشير بقضيب بيده إلى الأصنام ويقول:{جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً}[الإسراء: ٨١]، فما أشار إلى صنم منها في وجهه إلا وقع لقفاه، ولا أشار إلى قفاه إلا وقع لوجهه، حتى ما بقي منها صنم إلا وقع.
فقال تميم بن أسد الخزاعي:
وفي الأصنام معتبر وعلم ... لمن يرجو الثواب أو العقابا