للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر (١) عن ربيعة بن عباد قال: إني لغلام شاب مع أبي بمنى ورسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقف على منازل القبائل من العرب فيقول: «يا بني فلان إني رسول الله إليكم يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا, وأن تخلعوا ما تعبدون من دونه من هذه الأنداد , وأن تؤمنوا بي وتصدقوني وتمنعوني حتى أبين عن الله عز وجل ما بعثني به».

قال: وخلفه رجل أحول وضيء له غديرتان , عليه حلة عدنية, فإذا فرغ (ق.١٠٢.أ) رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من قوله وما دعا إليه قال ذلك الرجل: يا بني فلان إن هذا إنما يدعوكم إلى أن تسلخوا اللاتَ والعزى من أعناقكم، وحلفاءَكم من الجن من بني مالك بن أقيش إلى ما جاء به من البدعة والضلالة فلا تطيعوه ولا تسمعوا منه.

قال: فقلت لأبي: ياأبة من هذا الرجل الذي يتبعه يرد عليه ما يقول؟ قال: هذا عمه عبد العزى بن عبد المطلب أبو لهب.

وذ كر ابن إسحاق (٢) أن اجتماع النبي - عليه السلام - مع الأوس والخزرج بالليل إذ بايعوه بالعقبة على نصرتهم له وحمايتهم إياه إنما كان سرا من قريش وعن غير علم منهم، ثم إنهم سألوهم عن ذلك بعدما أصبح فأنكروه لهم، فلما تبين لقريش صحة ذلك بعد رحيلهم تبعوهم فأدركوا منهم سعد بن عبادة


(١) السيرة النبوية (٢/ ٥٠).
(٢) السيرة النبوية (٢/ ٦٨) بمعناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>