للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد روي عنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال يومئذ لسحابة رآها: «إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب» (١) , وبنو كعب من خزاعة, وكعب هو ولد عمرو بن لحي لصلبه كما تقدم.

فعمرو المذكور لم ينجه شيء من حصوله في النار المعدة للكفار وتعذيبه فيها بحسب كفره.

ونحن لا نكتفي في العقاب له بعذابه على الكفر فقط، بل نقول: إنه يعذب عذابا زائدا على ذلك، فإن عليه وزره ووزر من اقتدى به وسلك سبيله في عبادة الأوثان وغير ذلك من أفعاله، فإن قاعدة الشرع تؤذن بذلك, قال الله تعالى في الكفار: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ} [النحل: ٢٥] (ق١١١.ب).

وقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص ذلك من أوزارهم شيئا» (٢).


(١) رواه ابن إسحاق في السيرة (٥/ ٤٩) مرسلا.
(٢) رواه مسلم (١٠١٧) والنسائي (٥/ ٧٦) وأحمد (٤/ ٣٥٧) والدارمي (٥١٨) والحميدي (٢/ ٣٥٢) والطبراني في الكبير (٢/ ٣١٥ - ٣٢٨ - ٣٣٠ - ٣٤٣) والأوسط (٨/ ٣٨٤) والبيهقي في الشعب (٣/ ١٩٩) عن جرير مرفوعا.

<<  <  ج: ص:  >  >>