للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل:

وإذ فرغنا من الكلام على الآيات المتضمنة للمعنى الذي (١) قصدناه، فلنتكلم على الأحاديث الواردة في ذلك أيضا فنقول:

تقدم أول هذا القسم الذي نحن بصدده حديث النبي - عليه السلام - أنه رأى عمرو بن لحي يجر قصبه في النار، وجاء في الحديث الثاني هنالك إطلاق الكفر عليه بقوله - عليه السلام - لأكثم بن الجون: «إنك مؤمن وهو كافر» (٢)، وذكر - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه أول من غير دين إبراهيم وإسماعيل فنصب الأوثان وبحر البحيرة وسيب السوائب.

فانظر أيها الواقف على هذا الموضع كيف استحق عمرو بن لحي النار بهذه الأفعال، ولم يعذره الله تعالى بكونه كان في الجاهلية، حيث لا شريعة هنالك تلزمه، ومع ذلك فهو أبو خزاعة التي كانت عيبة رسول الله مؤمنهم وكافرهم، وقد أدخلهم رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - معه في كتاب القضية عام الحديبية حين أدخلت قريش معهم بني بكر بن عبد مناة بن كنانة، فوقعت بعد ذلك حرب بين خزاعة وبني بكر بن عبد مناة، فأعان مشركو قريش حلفاءهم بني بكر، ونقضوا بذلك العهد، فكان ذلك سبب فتح مكة لنصر رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خزاعة.


(١) سقط من (ب).
(٢) تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>